روائع مختارة | روضة الدعاة | فن الدعوة (وسائل وأفكار دعوية) | نقد التدين في الفضائيات.. الإسلامية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > فن الدعوة (وسائل وأفكار دعوية) > نقد التدين في الفضائيات.. الإسلامية


  نقد التدين في الفضائيات.. الإسلامية
     عدد مرات المشاهدة: 2802        عدد مرات الإرسال: 0

1- طيلة السنوات الماضية ظلت الشخصية المتدينة والأفكار الإسلامية مهمشة في المعالجات الدرامية المختلفة، وبشكل ملحوظ!

فلماذا برأيك أخذت الشخصية المتدينة في الفضائيات في السنوات القريبة هذا الزخم؟ ولماذا تمت معالجتها بهذه الطرق السلبية؟
 
ج- الشخصية الإسلامية وليس الدينية هي شخصية محترمة عند كل طبقات المجتمع تقريباً.

ولا يشذ عن هذا الاحترام إلا بعض اللادينيين والموتورين والحاقدين، ومن هو صاحب مشروع مضاد للمشروع الإسلامي، فإذا علمنا أن بعض هؤلاء قد برزوا بقرنهم في هذه السنوات الأخيرة.

وتبوؤوا مناصب في بعض الوظائف الحساسة عرفنا إذاً لماذا ازدادت الهجمة شراسة، وإذا أضفنا إلى هذه النجاحات القوية التي أحرزها أصحاب المشروع الإسلامي في المدة الأخيرة عرفنا سر غضب هؤلاء وضيقهم بكل ما له صلة بالإسلاميين، واستطعنا أن نفسر سر هذه الهجمة.
 
2- هل تعتقد أن تحييد الشخصيات الدينية (وتجاهلها) في تلك الفترات (الستينات والسبعينات) وهي فترات المد القومي والعلماني كان بقصد إعطاء الأفكار العلمانية القوة والهيمنة على الساحة؟
 
ج – لم يحصل تجاهل الشخصية الدينية في مدة تعاظم التيارات القومية وغيرها بل حصلت مواجهات قوية إلا إن كنت تقصد البلاد السعودية فقط، أما البلاد العربية فقد حصل فيها مواجهات قوية، وكان فيها استهزاء واضح بالشخصيات الدينية في الأفلام والمسلسلات والكاريكاتيرات الصحفية.

وما الشيخ متلوف عنا ببعيد، أما إن كنت تعني البلاد السعودية فسيف الشرع المسلط على رؤوسهم كان يمنعهم من هذه المغامرة غير المحمودة!!
 
3- إلى أي مدى ترى أن الأعمال الدرامية الأخيرة كانت مسيئة للشخصية المتدينة في العالم الإسلامي والخليجي بشكل خاص؟
 
ج – لا شك أنها كانت مسيئة لكن هذه الإساءة ظلت مرفوضة من قبل أكثر المشاهدين، ثم إن هذا المبدأ – أي الإساءة إلى الشخصيات الإسلامية – أمر مرفوض عند جمهرة الناس، ولله الحمد، وزمنها قد فات، فالشخصية الإسلامية السوية تلقى قبولاً واسعاً وترحيباً كبيراً.
 
4- هل تعتقد أن هذه هي الطريقة المثلى لتقديم أي نقد للجوانب السلبية التي قد تعتري الشخصية المتدينة في العالم الإسلامي باعتبارها في النهاية شخصية إنسانية لها ما لها من العيوب والنقائص؟
 
ج- من المعلوم أن هذا الأمر الذي جرى إنما هو حيلة العاجز، وأن هؤلاء عجزوا عن مجاراة الإسلاميين في الساحة فعمدوا إلى هذا الذي يصنعون وهم يعملون أنه لا يغني شيئاً، وأن الساحة الإسلاميين لا لغيرهم.

ثم إنهم عمدوا إلى الاستهزاء بطوائف من العاملين للإسلام قد يعتريها النقص بسبب طبيعة عملها وبسبب قلة وعي بعضها، ولم ينقدوا أو يستهزئوا بمن يعرفون أنهم أهل وعي وعلم وعمل متميز لعجزهم عن إيجاد ثغرات ونقائص معلومة مشتهرة ينفذون منها.
 
5- هل يمكن الجزم بأن مثل هذه الأعمال يمكن أن تفرز ردة فعل سلبية من الطرف المستهدف بها (الشخصية المتدينة)؟
 
ج- هذه مشكلة كبيرة، وذلك لأن هذه الأعمال تغذي الغلو، وتمد أصحاب الحلول العسكرية القتالية بأعذار، يعتذرون بها في استخدامهم القوة، وعلى المسؤولين في وزارة الداخلية، وعلى كل مسؤول يملك إيقاف هؤلاء المستهزئين أن يوقفهم سريعاً قبل أن تعود موجة التفجيرات من جديد.

وتبدأ دورة للعنف كنا قد ظننا أنا كفينا شرها، ولئن احتج هؤلاء المستهزئون بحرية الرأي وحرية النقد فأقول: للحرية حدود.

وللأعمال الإعلامية مدى لا ينبغي أن تتجاوزه خاصة إذا كان هذا التجاوز ضاراً ببنية المجتمع وسلامته واجتماعه على الخير والصلاح، ونحن جميعاً نعلم حكم المستهزئين بالصالحين لكونهم صالحين، وبأعمالهم لكونها أعمالاً إسلامية فهذا أمر خطير.
 
6- هل ترى بأن القائمين بأمر هذه الدراما استغلوا أحداثاً معينة للإساءة للشخصية المتدينة بشكل عام؟
 
ج- نعم هذا صحيح جزئياً، وإنما قلت جزئياً لأن المجتمع الآن يعيش مدة هدوء ظاهر ليس فيها ولله الحمد مواجهات ولا أحداث ساخنة، فلا أدري ما مناسبة إثارة الساحة وتسخينها بمثل هذه الأعمال التي تكاد تخلو من هدف سام، أو معالجة حكيمة، أو عرض هادف.
 
7- هل تعتقد أن تنامي الدور الإيجابي الذي تقوم به الشخصية المتدينة في العالم الإسلامي وقدرتها على فرض تغييرات ثقافية واجتماعية، هو الذي مهد لظهور مثل هذه الأعمال التي تحاول أن تنتقص قدرها؟
 
ج- نعم أظن أن هذا هو سبب هذه الإثارة الحاصلة أو على الأقل هو السبب الأكبر في هذه الحملة على الإسلاميين من خلال تناول بعض شرائحهم، وقد أشرت إلى هذا من قبل، لكن فليموتوا بغيظهم، فإن المد الإسلامي سيتعاظم.

وسيبلغ مداه، ولن يضيره ما يصنعه هؤلاء، فإنهم كمن يريد تغطية الشمس بيديه، والله متم نوره وناصر عباده إن شاء الله جل وعلا.
 
8- هل تعتقد أن الأعمال الدرامية التي تناولت الشخصية الدينية في رمضان المنصرم قد غلب عليها جانب المتاجرة و(ركوب الموجة) باعتبار أن نقد الشخصيات المتدينة قد يحشد لها قدراً كبيراً من المتابعة نظراً للزخم الذي بدأت تجده في هذه الشخصية؟
 
ج- لا شك إن للإثارة وجلبها وصنعها سبباً كبيراً في تناول الشخصيات الإسلامية بالنقد السيئ غير الهادف ولا الباني، لكن عزاءنا في أكثر المشاهدين أنهم يرفضون مثل هذه الأعمال، وبالمناسبة فإني شديد العتب على مالكي هذه القنوات التي سمحت بظهور مثل هذه الأعمال فهم من هذه البلاد والمفروض فيهم أن يكونوا حريصين على اجتماع قلوب أهلها وإبعاد الدسائس والفتن عنهم لا أن يكونوا هم المتولين لكبر هذه الفتنة، والله المستعان.
 
9- هل يمكن أن ننظر إلى تلك الأعمال الدرامية بعيداً عن التوجيه السياسي الذي قد تقوم به جهات معينة في خارج وداخل العالم الإسلامي؟
 
ج- هذا ممكن، وإن كنت لا أملك دليلاً عليه لكن أصابع الفتنة والتوجيه الخارجي ظاهرة في مثل هذه الأعمال المسيئة الهدامة، وبمقارنة هذه الأعمال بأعمال أخرى في بعض البلاد العربية قديماً وحديثاً يظهر وجه الشبه بينها، مما يدل على وجود تخطيطات ماكرة خلف هذه الأعمال الخبيثة.
 
10- هل ترى بأن النقد المقصود للشخصية المتدينة في الأعمال الدرامية الأخيرة مقصود به الفكر الذي يحمله هؤلاء أم ماذا؟
 
ج- هذا أيضاً وارد وبقوة، وإن كنت لا أعرف على الحقيقة مرادهم، لكن العمل خبيث، والنية الحسنة فيه لا تغني شيئاً، والله المستعان.
 
11- ما هي المعالجات التي يمكن أن تقترحها في هذا الصدد؟
 
ج- المعالجات التي أراها كالتالي: 

أ‌- منع المغرضين أصحاب الأهواء من مثل هذه الأعمال بالقوة لأن في منعهم حفاظاً على البلاد واجتماعه، وانتصاراً لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ب‌- عرض مثل هذه الأعمال المستقبلية على لجنة من الشرعيين الموثوقين لإجازتها، وإذا كانت مصر – مثلاً – لا تجيز الكتب التي تتحدث عن الإسلام إلا بعد عرضها على الأزهر، أفيحسن بنا نحن ألا نعرض مثل هذه الأعمال الخبيثة والمسمومة على لجان شرعية متخصصة؟!

ج- تشجيع الأعمال الجيدة الرصينة، والمبادرة لإنشاء فرق تمثيلية ومسرحية هادفة يقوم عليها أشخاص مأمونون ينشرون الأفكار الصحيحة والنقد البناء الهادف وعرض أعمالهم في وسائل الإعلام.

د- الشكوى للجهات المسؤولة عن هذه الأعمال، وإرسال سيل من البرقيات والفاكسات لأولي الأمر حتى يوقفوا مثل هذه المهازل التي لا تصدر من مريد الخير للمجتمع.

هـ - الشكوى للمفتي وأعضاء هيئة كبار العلماء وكبار المشايخ المؤثرين.

و- فضح هؤلاء القائمين على مثل هذه الأعمال، ومناقشة ما يصنعون بالتفصيل في شبكة المعلومات "الانترنت" وغيرها من الوسائل الناجحة.
 

الكاتب: الدكتور محمد موسى الشريف

المصدر: موقع التاريخ